اخر الاخبار

مول التصاور للأديب مصطفى الحطابى

كنت قد كتبت في السابق قصصي الأولى الغرامية، التي تكلمت فيها عن منكوشة الشعر و بنت الأستاذ، فقد وعدتكم بسرد تلك الشخصية الجديدة التي تحولت إليها، بعدما كنت خجولا أصبحت زعيم لمجموعة من الفقراء، كانوا بالنسبة لي الحماية المعنوية و المادية، يعني أني لم أكن أدخل أي معركة أو شجار، أما صداقتي مع أصدقاء أغنى مني فقد كانت للتباهي فقط، كأخذ أحدهم سيارة أبيه لكي نتباهى بها و أنا أضع يدي فوق نافذتها، تصاحبها تلك النظرة الدونية للآخرين وذاك الافتخار بأننا أحسن منهم، مع البحث بالعين عن تسلم عليها، لكي نظهر لها تلك القوة والرفاهية الغير حقيقية. في بداياتي الخجولة التي ترتسم بقلة الكلام و الاجتهاد في مادة واحدة الرياضيات، فقد كانوا ينادوني بالعبقري، لأني كنت كالآلة الحاسبة و قليلا عندما أراجعها، كانت غريزة، أما الآن للأسف تمردت عليها، لم أعد أعرفها كالسابق، أحببت و لم أستطع البوح لها، كانت فتيات كثيرات تعجبن بشكلي، لأني آنذاك لم تكن لي شخصية حتى يعجبن، انتهى العام الدراسي الذي كنت أقضيه إما في معهد أخي أو في البيت أو في صالات الألعاب أراهن عليّ، أنا و أخي الأصغر كنا مدمنين على الألعاب الالكترونية. وصلت العطلة، و جاءت الفرصة التي لم أكن أظن أنها ستغيرني، دون الحديث عن بداية التغيير مع بنت الأستاذ التي تأثرت بذكائها إلى حد الآن، ذاك الانبهار برامج الواقع و نلك العروض، التي تعلمت منها الكثير حتى التمرد، دخلت إلى ميدان التصوير الذي أبهرت به كثيرا، اشتغلت في مختبر تنقصه جميع الإمكانيات، لكني بدأت أتعلم قليلا بعض طرق التصوير، أحببت هذا الميدان الذي أبهرني، تعلمت في صوري وكنت أخرج إلى الأعراس كمساعد للكاميرامان - أمسك الخيط - كثيرات من يردن الرقص معي و الكلام معي، لكني أخجل في البدايات، اختلفت و أصبحت قادرا على الحديث معهن، رغم أن سني لم يتجاوز 16 سنة إلا أن صوري كانت تملئ فضاء المختبر بدأت الدراسة ... بدأ التسجيل و أنا قد نجحت بالأقدمية، نقص وزني قليلا و اشتريت ملابسي بمالي الخاص، أتذكر أني كنت أتقاضى 150 درهم للأسبوع، و أن أول مبلغ ربحته، اشتريت به بلغة لأبي التي اختارها أمي، اشتريت أشياء بسيطة زوجة أبي، التي أعتبرها بمثابة أمي الثانية، أما بالنسبة لأمي فقد أخذتها نقدا الأسبوع الموالي، رغم أن البلغة أصغر من قدمه إلا أنه لبسها و ذهب بها إلى صلاة الجمعة، احتفظ بها إلى حد هذه اللحظة التي أكتب فيها هذه المذكرة، تمكنت من جمع 400 درهم و التي اشتريت بها حداءا و هاتفا نقالا ثم سروالا، فرحت بهم كانت كبير، رغم أن أمي ساعدتني ببعض المال. بعد التسجيل و التعرف ثم التأقلم مع الأجواء، حاولت الرجوع إلى بنت الأستاذ لكنها رفضت، و بدأت قصتي مع منكوشة الشعر، التي في أخر المطاف رفضت كذلك، فقررت أن أملء محفظتي و كتبي بصوري التي كنت أصممها و أحبها، أصبحت شخصا يجتمع عليه البنات، ليضحك مع هذه و يغمز أخرى، تذكرت تلك العصابة التي كنا نتسكع ليلا، مجرورين ببعد الصرخات و سرد بعض الأكاذيب، القصص التي كنا نتمنى فعلها، أغلب شجاراتي لم أكن أتدخل فيها، لأني كنت موردهم مع العلم أني كنت في تلك الأيام أشتغل في نفس المختبر بعد السادسة زوالا ب 30 درهم، بالنسبة لي هذا المبلغ يضمن لي رفاهية العيش، أما الأحد الذي كنت أشتغل فيه طوال اليوم ب 100 درهم، تكفيني لأذهب إلى المقهى مع أي واحدة من حبيباتي.
تذكرت أن في ذاك العصر الذي لم يكن فيه الهواتف الذكية ولا الفايسبوك، كانت الانترنت و لكن كان آنذاك المسن، الذي يعتبر أحسن وسيلة للتواصل بالنسبة لنا، أيضا يمكنك أن تكتب رسالة في الهاتف كسرد لسيرتك الذاتية - طويلة جدا - كنت أجيب على جميع الأسئلة التي أرسلتها لي و التي لم يرسلها، نسيت أن أقول أن أخي المحامي آنذاك كان يمر بقرب ثانويتي، ليعطيني مالا حتى يتسنى أن أتوه مع إحداهن، كما أن غرفتي كانت مملوءة بصوري، و العجيب أن أصدقائي دائما فيها، ربما في ذاك السن الذي كنت أبحث فيه عن شخصية، أتمرد بها و هذا ما تسنى لي.

قد يعجبك أيضا

ليست هناك تعليقات :

روائع القرآن الكريم Mp3

فريق الموقع

جمال شكرى
رئيس تحرير جريدة البنيان الاسبوعي حاليا بأخبار اليوم
مدير تحرير صحيفة الأحرار اليومية..سابقا
المستشار الصحفي والإعلامي لإدارة الإعلام مديرية أمن إسكندرية
نائب الموقع الإلكتروني بالصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية

رئيس رابطة صحفيون ضد الفساد عضو مجلس نقابة الصحفيين

مصطفى الحطابى كاتب كلمات و قصائد شعرية و زجل، قصص و مقالات
عضو النقابة الوطنية للموسيقيين الأحرار بالرباط ككاتب كلمات
المشاركة في فيلم قصير للمخرج محسين الناظيفي
الشبابية و هي تهتم بالمواهب الشابة على مستوى المدينة 2010 حاصل على شهادة في الإعلاميات المكتبية 2005 حاصل مستوى باك علوم تجريبية بثانوية أولاد حريز ببرشيد
GMAIL : M.ELHATTABI@GMAIL.COM

سكينة الفالحي من المغرب ، مدينة طنجة ، العمر 22 سنة ، دارسة للسيكولوجيا
و علم النفس و كخبيرة للعلاقات بين الشباب ، و حاصلة على الاجازة بالحقوق ،و
حاصلة على دبلوم في المحاسبة و التسيير ، و كاتبة و شاعرة و ناقدة سياسية ، لها عدة اعمال منها قصة حب مدفونة ، و حداد الروح و سحر الحياة و غيرها من
القصائد و كذلك سلسلة في اطار نقدي تحت عنوان سيليباطير فوق الثلاتين
و قصة دموع الرحمة و قصص قصيرة و روايات

عبد الرحمن عبد الغفار عرابي وشهرته الرسام مصمم جرافيك وفنان تشكيلي وكاريكاتير
يعمل مدرب جرافيك ورسم في اكاديمية خاصة رسام جداريات وديكور
رئيس قسم الكاريكاتير بموقع الفيروز رئيس قسم الكاريكاتير بجريدة كرامة الصعيد رسام الكاريكاتير بجريدة نبض الحرية
حائز على المركز الأول في الكاريكاتير بمحافظة بني سويف جمهورية مصر العربية حاصل على تقدير من محترف لبنان الفني بأكثر من مناسبة شارك في العديد من المعارض المحلية والدولية