لحظة للاديبة سكينة الفالحي
كالمراهق الذي يكسر القوانين لينال مراده، بحثت عنكِ و أردتك حبيبتي أن تكملي معي حياتي و كل ما بقي في عمري و أنا أرى وجهك الصباحي اللذيذ، كقطعة حلوى أريد أكلها بشغف، كفتاة ناضجة اتحدت معها أتقاسم معها همومي، كطفلة تحب الحلوى و اللعب، تلاعبني كطفل صغير تعيدني لطفولتي، كمراهقة حين تحس أنني ملكها لوحدها و تحسسني باني امتلكت العالم بلمسة يديها.
أنت لي كل هذا و أنا لك طفل و صبي و مراهق و أريد أن أشيخ بين أحضانك و أعدك بوهج الحب في ليلتنا هذه أن أحبك دوما، و أخاف عليك كابنتي و احن إليك و عليك صغيرتي ... اقترب منها و ضم خصرها الرفيع إليه بكل قوة، ارتشف من ماء شفتيها، و ذاب معها في قبلة أنسته معنى الحياة بدونها، مددها على سريره واقترب أكثر فأكثر منها، كانت خائفة، ضمها إلى صدره و أشار لقلبه، قال لها بكل حب : من اليوم أنت هنا ... اطمئن قلبها الذي بدا يخفق بشدة، و ضمته و غفت على صدره، استدرجها حنان صدره إلى النوم العميق.
في الصباح الباكر أحست بشيء على خديها ، إذ هي بقبلة من حبيبها على وجنتيها، فتحت طرف عينيها و رأته يحذق بوجهها المستدير ، و يتأمله ، و هي نائمة كملاك بريء . هي :صباح الورد هو : و كيف يكون صباحي و معي أجمل وردة ... احمرت خجلا. فرفع ذقنها بيديه و قال لها : أعشقك ... فهمت بمغادرة السرير، قال لها : لا، أنت أميرتي اليوم و كل يوم، أنا من سأخدمك ... أتى لها بالفطور، أعد من كل وجبة أشكال قلب، كأنه يعبر عن ولهه بها، بعد الانتهاء من وجبتها الصباحية التي أطعمها إياها بيديه، كان يراها كما ترى العيون ظلها "أين أذهب بحلم طفلةٍ منكِ ذات خد ناعم وشعر هادر وعينان لوزيّتان؟" كان يسأل بنبرة خافتة ووجه مبتسم، ابتسامة عشق ووله، أقدم على تقبيلها امتنعت خجلا منه ، هو يكاد يجن من هاته النظرة التي عشقها من القدم، كأنها البرزخ، فلم يسبق أن عاد أحد ٌمن قلبها ليخبرنا ما الذي حدث هناك أو مادا حل به ؟ ثم استرسل في الحديث و هو يغدق النظر بها " وجهك هذا كفيل بأن يجعل كل الفصـول ربيع بالنسبة لي، أن أشحت بالنظر بعيدًا عني؟ يأتي الخريف عجولا، أما هي فما تزال جالسة و كلها خجل من كلماته التي أغدقها ثغره على مسامع أدنيها و تردد في نفسها " يا رب أحفظه لي و اجعل يومي قبل يومه " فقال لها : "كيف تكونين جميلة بهذا الشكل وتطلبين مني أن أكون أقوى؟ كيف؟ كيف والله خلق بي الضعف تجاهك ؟ لست أقوى ..." , فابتسمت وضمها لمسكنها الجديد بين أحضانه ...
ليست هناك تعليقات :