بلخضير يبدع في مسرحية كلام الأبكم
في كتاب "كلام الأبكم" الكلام الأبكم لا لشيء سوى لأنه يخاطب الأصم، إن كلام الأبكم هنا ينطق رموز ودلالات قد تكشف عن الصمم الذي يسيطر على الوجدان والعقل، إنه ليس أبكما عند نطقه وإنما يصبح كذالك عند التقاطه لخلل قد يصيب الإدراك في المسك بمعانيه المتعددة والمتداخلة. إن فصاحة الأبكم لا تصبح ممكنة إلا بقدرتك على التأويل وصياغة المعنى , و أن تدخل غمار الكتابة المسرحية وكلام الأبكم دليلك معناه أنك قادر على أن تجود بطاقتك في إدراك وتأو يل ما تكتبه وأن تعطيه شيئا من روحك وكينونتك... وإلا توقف عن الكتابة إن كنت مصر على مزاولتها دون أن تنخرط في فعلها فلا جدوى من متابعة كلام الأبكم بعقل أصم , من هنا تبدأ الكتابة المسرحية برغبة في استنطاق معانيها و السير في أغوارها، والحق كل الحق بالمطالبة ببعض الإشارات لتكون بوصلة تهدي في اتجاه عمق المعاني والدلالات. أول الإشارات تنطلق من كون الأبكم ليس بالضرورة شخصية خيالية مرتبطة بكاتبها وإنما هي شخصية قابعة فينا في جزء من كينونتنا المضمرة بفعل تفاهتنا على امتلاك المبتذل. أما ثاني إشارة فهي تلك المرتبطة بموضوعات كلام الأبكم في تراتبية عبر المكان والزمان، محطات تشبه إلى حد بعيد الأبواب التي تظل مفتوحة على بعضها، وما علينا سوى التوصل إلى استنشاق الهواء الذي يسري بين ممراتها لنحوله بشيء من روحنا إلى نفس يلهمنا سر معرفة كنه كلام الأبكم، إنه لا يحكي عن أحزانه وإنما يدعوننا للتعرف عن تلك التي تسكننا.
و الجدير بالذكر أن مسرحية كلام الأبكم تم عرضها ما قبل الأول في طنجة في مسرح رياض السلطان بالقصبة و هي من إخراج المخرج المبدع احمد بلخضير و بمشاركة ممثلين شدا شردود و الياس بوشري و يونس الدغمومي و في الاداء الصوتي الممثلة فاطمة الزهراء بناصر والذي ينجز بشراكة مع المعهد العالي الدولي للسياحة بطنجة .
المسرحية تضرب لكم موعدا يوم 28 من هدا الشهر لمن فاته الحضور في العرض ما قبل الأول للتعرف و التقرب من المسرح الفلسفي .
سكينة الفالحي
ليست هناك تعليقات :