صاحب الربطة الحمراء بقلم :نهى الخطيب
كنت انتظر مرور الايام بفارغ الصبر ... وفي اليوم الموعود ... استيقظت باكرا على غير عادتي ... كان شعوري جميل كعاشقة ليس لها حبيب ... !!! اثار نشاطي وحيويتي حفيظة الكل وخاصة والدتي ... التي كانت ترشقني ببعض الكلمات لتجس نبضي وتفهم سر سعادتي في ذلك اليوم ... أرحتها من عناء الفضول وأخبرتها بأنني على موعد مع الحظ ... ابتسمت في دهاء واكملت فطورها ... بدلت كل جهدي لأبدو في أبهى حلة واجمل إطلالة ... شأني شأن كل أنثى في المناسبات العامة تعشق خطف الأنظار ... وقبل انطلاق عرض الفيلم بنصف ساعة كنت على باب سينما "Megarama " ولكم كانت دهشتي كبيرة عندما فوجئت بصاحب #الربطة #الحمراء وهو يتوجه نحوي مرحبا ... سلمت عليه في ذهول ... فأخذ يدي وقبلها فشعرت بانه فارس نبيل من فرسان القرنين السابع والثامن الميلادي ... وانا اميرة من أميرات بريطانيا أو إسبانيا ... ضلت عيناي مركزتين على عينيه #اللازورديتين ... وسحرتني أناقته ... لقد كان بالفعل جذابا ومثيرا لدرجة لا تقاوم ... طلب مني ان أصحبه ... وهمس لي في ابتسامة زادت من رجفتي وارتباكي ... جمال عينيك والوان قفطانك كقطعة موسيقية لموزار بدون عنوان ... !!! وصلنا المدخل حيث مجموعة من الصحفيين والأصدقاء والنقاد والفنانين وعشاق الفن السابع قد تجمهروا ... قدمني إلى بعضهم على انني صديقة ... ثم نادى احد الأشخاص ليعرفني عليه ... وياليته ما ناداه ... إنه هو .. هو .. ذاك الذي كان حبيبي وخطيبي بالأمس البعيد ... الذي باعني في اول مزاد ... وودعني في اول منعرج ... ورجعت بي الذاكرة بسرعة البرق لايام الجامعة ومابعد التخرج ... وقصة الحب التي عشناها ... وكان الكل يجزم أننا استثناء في عالم الحب ... إلى ان صدمني بخبر سفره غير المسبوق للعمل في فرنسا ... فتنقطع أخباره عني ... وأعلم بعد ذلك بأنه تزوج ربة الشركة التي كان يعمل بها ... وقد كانت تكبره باثنتي عشرة سنة ... سرحت ... ولم أستفق من غفوتي إلا على صوته وهو يقول لصاحب #الربطة #الحمراء وجهها ليس غريبا علي أظن أنني أعرفها فقد كانت من دفعتي بالجامعة ... ابتسمت ابتسامة امرأة ماكرة ... وأجبته وانا انظر باتجاه المخرج يخلق من الشبه أربعين ... ولا أظن أنني أعرف أحدا غيرك هنا ... حرك كتفيه وعدل ربطته ... ففهمت بحدس أنثى ... انه قد انتشى بكلامي وزاد يقيني ... حينما مد لي دراعه لأتأبطها ... قلت له " avec plaisir monsieur " بكل فرح سيدي .... ودخلنا القاعة على مرأى من عيون فضولية تتساءل في صمت ... من هذه ؟!!! أما أنا فشعرت ولأول مرة أنني تخلصت من عقدة حب طالما لاحقتني لعنتها ... وانتقمت لكبريائي المجروح ... !!! شطحات ذاكرة بقلم نهى الخطيب
ليست هناك تعليقات :