عبد الرحمن عبد الغفار ( ديكابريو مصر ) كتب عمر عبدالسلام الشوبكى
حوارنا مع الفنان التشكيلي عبدالرحمن عبدالغفار
امتزجت فيه مشاعر الفرح مع الحزن والأمل مع الحسرة وعزة النفس مع اليأس كيف لا وهو يكافح منذ اللحظة الأولى ضد مجتمع كامل وبيئة ترعرع فيها وهي لا تفقه شيئاً عن الفن التشكيلي لاسيما فى موسم الحج فقط ورسم سفينة أو طائرة مع شكل لمجسم الكعبة المشرفة على الحائط لإستقبال الحجاج .وكافح أيضاً ضد الحالة الإقتصادية التى يمر بها معظم الشباب فى ذلك الوقت وهذا السن بالذات لإنه اكتشف موهبته فى المراحلة الإعدادية ولا يملك من الماديات ما يساعده على الخروج للنور وايضا لم تكن هناك وسائل تعليمية منتشرة مثل اليوم من الإنترنت وخلافه فكان لابد ان يعتمد على ذاته في تطوير موهبته .
مثله مثل معظم شباب مصر أغلق على نفسه حجرته معتمدا على نفسه في تطوير مستواه الفني مستعينا بأدوات زهيدة بدائية رخيصة الثمن متكفلا بنفسه وعمله الذي يقطتع من راتبه جزء بسيط لشراء أدواته وبعض كتبه وهي بمثابة الصديق الوفي كما افضى لنا في حديثه عن حبه للقراءة في كل المجالات وكشف لنا عن إمتلاكه لمكتبة تضم العديد من الكتب في مجالات مختلفة منها الفنون والأدب الساخر والأدب الديني والعلوم والروايات والشعر العربي الفصحى والعامي .
سألته عن عمله ؟
فرد ضاحكاً صيدلي وفنان تشكيلي .وهنا أوقفني الحديث معه عند نقطة هامة للغاية..كان السؤال الأقرب الى عقلي هو ماذا درست ؟فرد بإبتسامة مليئة بالحزن : درست كل شيئ .. ولكني ليس معي شهادة لأي شيئ .. وأردف قائلا :
ان معظم الشباب الغير جامعى يعتبر نفسه من الدرجة الثالثة مما يجعله غير طموح فاقد للقدوة والهدف ولكنني لم اقبل بهذا الوضع مطلقا ومنذ أن قدر الله لي أن اكون في التعليم الفني أو الصناعي كما يطلق عليه وجدت نفسي لا انتمي لذلك الوسط الذي ينفي النجاح من عقول الشباب بواقع مليء بالخيبات وأشخاص أعظم ما فيهم هو البلطجي فتحررت من ذلك الوسط عندما عرض علينا أحد أصدقاء أخي أن أعمل معه بالصيدليه وأن يعلمني هذا المجال وكان ذلك هو طوق النجاة الذي انتشلني من بؤرة الفشل دون ترتيب مني أو دراية وحينها كنت اهتم بالقراءة وكتابة الشعر والروايات اكثر من الرسم وعندي أيضا روايتين من تأليفي كاملتين يحتاجان فقط الى بعض التعديلات البسيطه وكنت أداوم على الذهاب الى قصر ثقافة بني سويف لحضور صالون ثقافي صغير كان يقوم به بعض أدباء ورواد قصر ثقافة بني سويف وكنت أحضر ذلك برفقة صديقي الكاتب أحمد عبد العال رشيدي وهو الوحيد آنذاك الذي آمن بما أحوي من طاقة ستخرج يوما ما كما و كنت أيضا الوحيد الذي آمن بالكاتب والمثقف الذي يسكنه.
وحتى عندما دخلت كجندي بالقوات المسلحة لأداء الواجب الوطني وجدت من آمن بقدراتي كشاعر وكاتب وكان دائما ما يكون مبهوراً بما أكتب وهو صديقي حسن محمد عبد المنعم والي كان يكتب لي بخط يده أشعاري وكتاباتي لحسن خطه وخلفه صديقي أحمد سيد علي الدين الذي كان دائما ما يقول لي ستكون من الشخصيات المؤثره بمجتمعك في المستقبل ..
وقتها لم أكن أرسم لعدم وجود الوقت والخامات الكافيه لذلك ولكنني وجدت اخراج طاقتي في عودتي للقراءة وكتابة الأشعار حتى خرجت من جيشي وأنا غريب على المجتمع كحال اي شاب مثلي ولكن سرعان ما عدت لعملي وفي تلك الفترة تطرقت الى الأعمال الحرة مثل التسويق الإلكتروني وفي بداية ازدهار العمل حدث ما لم أكن اتوقعه بمحاربة الدولة لذلك العمل في فترة حكم الإخوان وحينها توقفت وتكاثرت الهموم والديون وعزبت عن كل شيئ وبدأ الملل والإكتئاب يتغلغل بداخلي وبدت الحياة باهتة في رؤيتي بأن الدولة تحارب الشباب الذين يبحثون عن تطور شخصي في اقتصادهم وعدها بدأت في الإستشفاء النفسي بالرسم والإنعزال ووجدت نفسي في حجرتي أتعلم الرسم على صوت محمد عبد الوهاب وأم كلثوم لمدة عامين مغلقاً بابي في وقت فراغي منعزلاً تماما ً عن المجتمع لا أعلم كم كسب الأهلي أو متى يلعب المنتخب ولا اعلم أن فلاناً قد توفى الإ بالصدفة وأقاربي كنت أراهم بالواسم كأنني مسافر .
هذا كن حالي حتى جائني ياسر حكيم ( موظف بالشباب والرياضة ) يدعوني بالمشاركة في مسابقة فنية بمركز الشباب على مستوى المحافظة وكانت أول مرة أشارك فيها في شي يخص الفن على العلن وكانت هي طوق النجاة الذي ألقاه الله عز وجل لي وشارك بالمسابقة وحصلت على مركز أول من خلال لجنة التحكيم وهي ريهام أحمد من قصر ثقافة بني سويف وقدمت لي دعوة للدراسة الحرة في قصر ثقافة بني سويف عن طريق تدريبات ستزيد من مستواي .
ومن هنا كانت انطلاقتي في تعلم كافة الفنون التشكيلية وبرزت موهبتي في الكاريكاتير وفي فن البورتريه وبجهود ريهام كان المستوى في تزايد مستمر فهي الأولى على دفعتها في الفنون الجميلة ومن هنا بدأت في المشاركة في المعارض بقصر ثقافة بني سويف حتى تطورت الى المشاركة في المسابقات والمعارض الدولية وحلت على شهادات تقدير عديدة من اماكن عدة ابرزها وزارة الثقافة ووزارة الشباب والرياضة ومحترف لبنان الفني بدولة لبنان الشقيقة .
و من العقبات التى قابلتنى دوما
فى المسابقات المحلية وخاصة على مستوى الجمهورية اننى لم استطع ان اصل لفكر المحكمين فى المعارض حيث تجد اعمال اقل من المستوى المطلوب وتفوز بالمركز الأول لكونها أفكار شاذة او تجريدية دون النظر إلى باقى مقومات العمل الفنى المعهودة وهي لمسة الجمال الفني والإحترافية التي وصل اليها الفنانون القدامي والذين كنت أعتبرهم قدوتي بالفن وأولهم هو ليوناردو دافنشي ثم رامبرانت ولكنني حصلت على العديد من الجوائز المحلية على مستوى المحافظة وقد أخذت قراري في أن اكتفي بهذا القدر من المشاركة بالمحافظة لأفسح الطريق لفنانين آخرين وتكافء الفرص وحصلت على المركز الثالث على مستوى الجهورية بين ذهول من جميع المشاركين حيث أنني دائما ما كنت أنال إعجاب المشاركين ويظنون دائماً أنني سأحقق المركز الأول ولكنهم كانوا أكثر مني صدمة دائما لأنني أعتدت هذا الأمر من قبل لجان التحكيم ولكن نظرات الناس من حولي وأقتناعهم بفني وقدراتي كانت هي الشيئ الوحيد الذي يرثيني في أمري .وبعد ذلك بدأت في التفكير في كيفية لم شمل الفنانين ببني سويف
والبحث عنهم وإخراجهم من جحورهم وأقمت ملتقى فناني بني سويف الأول في 30 أبريل سنة 2018 وحقق ملتقى فنانى بنى سويف نجاح باهر وان كانت هناك عقبات فى البداية مع الإقليم الثقافي بسبب مصاريف الدعاية والجوائز وقالوا لي لا توجد ميزانية لتنفيذ المعرض وبدأت فى المواصلة مع بعض الرعاة وأبرزها مؤسسة لدعم الفنون وهى مؤسسة المرام و صيدلية بيت الدواء ببنى سويف وايضا موقع الفيروز الالكترونى وقمت بعمل دعوات ورقية أرسلناها للشخصيات العامة ودعاية على الأنترنت هنا وهناك رسائل على الموبايل وكان اليوم عرس فنى حقيقى ونسبة حضور ليس لها مثيل في معرض فني وبعدما حقق المعرض مبتغاه ووثق الجميع في كيفية إدارتي للأمر والحضور الجماهيري تعهد القصر باقامة الملتقى في موعده كل عام وعند مراسلة الأقليم الثقافي أرسلوا لنا أنهم يتكلفون بالرعاية كاملة هذا العام.
أما أنا مقتنع تماما أن مكسب الفنان الحقيقي في قدر العلم الذي يكتسبه ويعطيه لطلابه فمنذ بأت ولم أغلق بابي بوجه طالب علم يريد أن يطور مستواه الفني وعندي من الطلاب كثيرين منهم الشباب ومنهم الأطفال وحريص على تواصلي معهم وصداقتهم فهم مستقبل الفن في دائرتي .
وعن قريتي التي ولدت وأعيش فيها
سعيد جداً أنني حررت بعض العقول وبعض المواهب من سجنها حيث أن أصحاب المواهب جميعاً يخشون مواجهة المجتمع الريفي خاصة بمواهبهم لأن المجتمع الريفي مشغول بلقمة عيشه ويعتبرون صاحب الموهبة شخص شاذ فكرياً أو صاحب فراغ حتى ظهرت بينم محطماً كل تلك الرؤى المحبطة وكانت لي عبارات وقناعات منها ( لابد أن تعيش فترة من عمرك يستهين بك الكثير من الناس حتى تعيش باقي عمرك بشكل لا يستطيعه أغلب الناس ) .ومن هنا بدأ الكثير من أصحاب المواهب التنصل من الأفكار التشائمية المحبطة ومزاولة مواهبهم وتطويرها بالعلن دون الخوف من نظر الناس أو كلامهم وأيضا بدأ فكر الناس يتغير عن أصحاب المواهب شيئا فشيئا ويعطونهم وضعهم الأجتماعي عندما رأو تواجدي بين زمرة الفنانين على مستوى مصر والعالم وعندما أثبت لهم جدية الطريق وأنه ليس مجرد لهو وفراغ .
وفي كثير من المناسبات تتم إستضافتي من قبل وزارة الشباب والرياضة في دورات تدريبية ومحافل وهنا يثمن دور الوزارة في تنمية أصحاب المواهب بأستضافة في فنادق فاخرة على فترات متقاربة وتوفير المناخ الفني والأختلاط بالفنانين من مختلف المحافظات وذلك يزيد من أهدافي وطموحاتي ويعوض ما لاقيت من ضغوط مجتمعية في بداياتي وعسرة في طريقي ولكنني كنت على يقين أن الله بجانبي وأنني طالما أجتهدت فسأجد المردود .
أما عن هواياتي
فبعد الرسم والقراءة والشعر يأتي حبي للتصوير فهو جزء من الفن والتأريخ لأنني مقتنع أن في العصر الحالي الصورة هي خير مؤرخ وأيضا أحب تسجيل بعض المناسبات الهامة وكما أنني مولع بالتجويد في القرءان الكريم والمجودين وأسجل ما يطيب لي في تلك المناسبات وأداوم على سماع التجويد بأصوات عديد منها الشيخ المنشاوي والشيخ راغب غلوش والشيخ عبده عبد الراضي واحب أيضا سماع الموسيقار محمد عبد الوهاب وأم كلثوم .وعن امالى فكل ما اتمنى ان يكون هناك صرح كبير مميز يعلم الفن بالمجان وينشأ جيل جديد من الفنانين وعلى المستوى الشخصي أتمنى تطوير منظومة التعليم الصناعي الفني وانتشاله من بؤرة البلطجة والضياع الى عالم النجاح والأمل بدلاً من تركه ليكون أول المصدرين للبلطجة والإسفاف ولا نترك النجاة من خطره مجرد صدفة تنقل البعض القليل المعدودين على الأصابع منهم الى حياة معتدلة فهم أبناءنا وتركهم هكذا يمثل ضررا على المجتمع .
وعن حصص الرسم بالمدارس
لابد من تفعيلها حتى نتمكن من إخراج جيل حقيقي لكن معلم الرسم في كثير من الأحيان لا يعرف عن الفن شيئاً بالأساس وأتساءل لماذا لايكون هناك كتاب تعليمي لمادة الرسم ويتطور الكتاب مع المرحلة العمرية للطالب حتى يتمكن الجميع من تلقي المعلومة الصحيحة عن الفن وخاصة أن المناهج الجديدة تعتمد كلياً على الرسم كيف هذا ولا نعلم التلميذ كيف يرسم بالأساس فكيف يتماشى مع المناهج التعليمية الجديدة .وفي نهاية المقال أردنا إضفاء الفكاهة فسألناه :
ماذا عن ليوناردو ديكابريو ؟
هل تشبه حقا ؟
رد ضاحكاً : لا أعلم حقاً ولكن بالتأكيد هناك بعض الملامح المشتركة بيننا أ تشابه في عظام الوجه والرأس على حد دراستي للتشريح الفني لأن الناس دائما تقول أننا نشبه بعضنا وهذا اكيد ليس من فراغ ولكنني أعلم أنني أشبهه في الروح وبيننا عوامل مشتركة مثلاً أن أبيه كان رساما وأسماه على أسم ليوناردو دافنشي وأنه مهتم بأمور الحفاظ على البيئة بالعالم وهذا أمر يهمني في نظافة كوكب الأرض والحفاظ عليه وعلى مناخه والمخلوقات التي على وشك الانقراض أما عن روحه الفكاهية والعصبية وعقليته الفنية يشبهني الى حد كبير وربما هذا ما يزيد تمسكي بمتابعته دائما ولقائي به أصبح حلماً لي أتمنى أن أحققه يوما ما .
عبدالرحمن الطمووووح ربنا يوفقك
ردحذفبس متكلمتش عن هواية كرة القدم ليه
انت هنا فى بيتك يا ابو غنام
حذف