مشروع الزواج بين الأنا و الآخر بقلم : ابراهيم الزرايبي
ففيما يخص الأفكار الداخلية فنجدها متشابكة فيما هو عاطفي، نفسي ...
أما بالنسبة للعوامل الخارجية -وهي الأهم- تتجلى في الضغوط الأسرية المتعلقة بتقاليد المجتمع على البنين مما يؤدي إلى رغبة الأسرة بتزويجهم مخافة حديث المحيط ، فترى الشاب يتخبط داخل دوامة إرضاء الوالدين مع معية شريك حياة جديد رغم عدم قدرته على الزواج لا ماديا ولا نفسيا ، حيث نرى الشاب لا يزال متكلا على والديه ماديا ليس لديه ذلك الاستقلال الذاتي المادي في مصاريفه اليومية وأيضا عدم استعداده لتحمل مسؤولية رعيته، و أمام إرضاء الذات و تفادي دخول في قوقعة الزواج.
بالإضافة لتمتلات المجتمع التي أصبحت تؤثر بشكل واضح في عموم أعضاءه بتكريس الأفكار السلبية للشباب على إلزامية الزواج باعتبار تأخره وصمة عار في جبينهم .
و أيضا المقارنة بالأثراب التي غدت حجة سلطوية يضغط بها الآباء على الأبناء ، فيعمدوا على سند حجاجي لا يقاوم بها . فيجد من يسعون إلى إقناعه نفسه في مأزق لا يعتر منه على مفر ، لكن من حيث لا يدرون
فالأمر بين يدي الشاب و الشابة ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : [ يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنْ اسْتَطَاعَ منكُم الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ ] .فإن الزواج ليس مجرد عقد أو قضاء شهوة ، إنما هو مسؤولية مسؤول عن رعيته وتكليف و محط قوامة الرجال على النساء والقيام بالحقوق الزوجية .
فحث المستطيع على الزواج لا يعني منع غير المستطيع منه -الفقير ماليا- خاصة ادا خشي الوقوع في معصية ،فإذا كان له القدرة على الزواج مع بعض التكلفة و المشقة فلا حرج عليه فيه بلا شك باعتبار الزوجين دوي دين ، يحسنان الاعتقاد في ربه و لهم الرغبة في العفاف فسيرزقهم الله من فضله . لقوله تعالى : [ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ]
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : [ تنكح المرأة لأربع : لمالها ، ولحسبها ، وجمالها ، ولدينها ، فاظفر بذات الدين تربت يداك ] .
و قَال أيضا َ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [ إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوه ]
فعلى المؤمن الاستعانة بالله من خلال صلاة الاستخارة عند الإقدام على الزواج، فلن يجدَ العبد في الحياة الدنيا أكثر إعانةً ونُصحاً من الله، فهو المُطّلعُ على الغيبِ، يعلم خفايا النفوسِ، ويعلم ما تُكنّهُ الصدور من خيرٍ أو شرٍ، و ذلك لتُعين العبدَ وتُساعده على انشراحِ صدرِه وراحةِ نفسِه في أمره.
فقد فوّضَ أمرك لله سبحانه، واترك الأمور كلها له سبحانه لتيسر أمرك و تذهب حيرتك في اتخاذ قرار الزواج ﻷنه رباط بين الزوجين في الدنيا و الأخرى ، يديمه حسن الاختيار ابتداء و المعاشرة بالحسنى .
ليست هناك تعليقات :