المراهق بقلم : مصطفى الحطابي
في سن الثالثة عشر أو الرابعة عشر و ربما قبل الوصول إلى هذا السن تبدأ الحكاية، باضطرابات تجعله مؤهلا للإنحراف عن مساره مدى الحياة، أو تكوين متوازن مع شرح الوقائع الجارية حوله، تحليل سياسي أو اجتماعي مناقشة بعض الأحداث، إعطائه فرصة للتعبير و الإبداع فالمراهق المبدع هو شاب رمى كبثه في إبداع جميل، يعجبني الكتابة في بعض الكراسات "يجب مراقبة الآباء لكم" هذا ليس تصغير منهم بل هو طلب المساعدة، ما يؤلمني قول "هما مسالين ليا بعدا" للأسف طرح فكرة المناقشة تساعدني على اكتشاف عالمهم المغتصب و المفكك، لكن لكل المشاكل حلول و سأحاول طرح بعض الأفكار التي تساعد على تخفيف بعض المشاكل المتربة عن الإهمال الأسري للشاب المراهق .
في الشق الثاني لحديثي ... سأبدأ فيه بالتغيرات الجسدية الطارئة على الشاب أو الطفل المتحول إلى شاب (أقصد بها الجنسين) أول شيء هو تغيير النظرة للجنس الأخر، فتتغير الأجساد و تصبح البنت الصغيرة التي كانت تلعب وسط الأولاد تخجل، أما الشاب فيبدأ باكتشاف ذاته من جديد، لما يصير فيه من تغيير فيزيلوجي .
في الشق الثالث ... سأدرج تجربتي البسيطة في التعليم، الذي أصبح واقعا غريبا سبق لي أن دخلته، لكني ... الآن في تجربة مختلفة جذريا، فعقلية المراهق بسيطة إلى أبعد الحدود، فهي (أقصد عقلية المراهق أو رؤيته للحياة) طرية يمكن أن تخدش بأي معلومة دون التحليل، فهو يمسك و يأخذ دون أن يحلل المعلومة، للأسف لاحظت غياب تأطير و لو صغير للآباء ( فأنا هنا لا أعمم و لكن الأغلبية موجودة و العقلية المثقفة قليلة جدا) ليضعنا كأساتذة التعليم الخاص أو العمومي أمام أمرين واحد مر و الثاني مر، إما أن نتكلف بتكوين جدري يصبح التعب تعبين (نلعب أدوارا كثيرة آباء و إخوة و أصدقاء ثم أساتذة لتسهيل إيصال المعلومة للمتلقي الطفل أو المراهق البسيط) في هذا التحدي يجب أن نحتفظ بتلك الشخصية الصارمة دون المس بمقدسات المراهق، و فرض الصداقة القريبة دون المس باحترام الأستاذ، و هنا يجب تنمية موهبته لنظمن أين سيفرغ كبته الذي يؤدي في بعض الأحيان إلى التذمر و التدمير إما نفسيا أو معنويا، أما من الناحية الثانية التي نغمض أعيننا على كل ما قلت فنصبح في طريق غير صالح للمشي عليه، ليغيب عنصر الرحمة و يبقى الإحترام .
من وجهة نظري، يجب أن نبدل الكثير من الجهد لسببين : من أجل الكسب الحلال، ليأكل أبناؤنا الطيب، و تدوم فيه البركة، التي لولا هي لما أكلنا خبزا. و الثاني يكفينا حمل عناء أجيال على عاتقنا و نحن محاسبون عليه يكفيني أن أسمع "رحم الله عبدا عمل عملا فأتقنه".
فوظيفة الأستاذ تحتم عليه الوعي بالكثير من الأمور و خصوصا المتلقي، فعقليته تختلف حسب البيئة المنتجة له، فهي كالمنهجيات العلمية تختلف من عالم إلى أخر، و المصيبة أنهم يتأثرون بعوامل أخرى كثيرة مثلا : "الإعلام، و هو في أغلب + منابره إعدام للأخلاق و أسس التربية (لي الكثير من المقالات في هذا الموضوع) و المجتمع، أقصد الغير واعي بخطورة هذا السن المستقبل دون تحليل منطقي أو تصفية لما يراه و يسمعه، يمكن إعداد جيل صالح أو العكس، دون أن نذكر الإستثناءات، ثم التعليم الذي شرحت فيه الكثير ...".
نريد جيلا يفرق بين الحرام و الحلال، بين اللعب و الجد، بين الداخل و الخارج، لمستقبل أحسن من الأمس، فترمى مسؤولية التربية على المعلم، الذي تكفيه مشاكله الخاصة، يعجبني من يفرق بين البيت و العمل ثم الشارع (أقصد الخارج و الداخل) فكل له مكانه و ضرورته فإن اختلطت المشاكل أصبنا يتوتر دائم، لن نستطيع فيه إسعاد بيتنا ولا القيام بعملنا ثم المضي في شارعنا، جميل أن ننسى أحيانا أننا كنا فأصبحنا أشكالا أخرى من البشر .
في أخر سطر ... لقد قلت ما أملاه علي عقلي البسيط، الذي يصبح مراهقا مع المراهقين و مثقفا مع المثقفين ... للعناوين الأخرى بقية، لأن كتاباتي عشوائية كمشاعري عبثية المزاج، لأن العبث المقنن أرقى من التيه و شكرا، لا تنسوا المناقشة و التصحيح فمناقشة الأفكار أرقى من الحديث عن البشر .
ليست هناك تعليقات :