توقفي أتكلم معك و لك

بقلم : مصطفى الحطابي

عندما يجرني قلمي، للحديث عنك، الكتابة لك و عنك، يشدني حزن كبير تتوقف فيه حواسي، لكني سأكتب، أجدك نصفي الآخر، تحتوي آلامي و مكابدتي، يتسلق لك إحساسي بالخوف و الخجل، الإلهام و الصدق، كأمي عندما أكتفي بالحديث لك، أشكي لك، كأختي أتسلل فيك، أتعلم منك، كابنتي التي أداعبها، أتأمل فيها، أنسى معاناتي، سندي أنتِ، أتكلم عنك، كيفما كان اسمك أو لون بشرتك، لا يهم ... أنتن الجنس اللطيف الذي يعلم الترتيب و التميز، يكمل جنسنا لا يساويه، هنا أقول أنك النصف لتربون النصف الأخر . 

كل ما سبق ذكره يجعلك، هدفا للإعلام، الذي يجعلك كوسيلة لربح أكثر، ليس كإنسانة، فتصبحين مساهمة في تعليم أشياء خارجة عن نطاق المعقول، تصورين مشاهد تثير المتفرج جنسيا، لأنك المدرسة، كذلك أكبر سلاح لتدمير القيم، أكبر فتنة في الأرض، هنا يجب أن تفهمي أمي، أختي زوجتي و بانتي ثم تلميذتي، أنك أكبر هدف مستهدف في الشارع أو البيت، أمام شاشة الحاسوب أو التلفاز، فتختارين إما الإختيار أو الضحية . هنا، في هذا المجتمع ... أجدك أختي الفاضلة تتعرضين للتحرش إما اللفظي أو الجنسي، لماذا لا تتساءلين عن أسبابه ؟ فهل يكمن فيك أم في المجتمع ؟ هنا التحليل، مراجعة الذات ثم الحلول، ما يجعل الناس لا يحترمونك ؟ هل لباسك، طريقة حديثك، أو مشيتك المتمايلة ؟ حللي، ناقشي نفسك و خدي القرار نحو التغيير، فأنت من تأمرين الطرف الثاني بالتحرش، لأنه مكبوت اجتماعيا، اقتصاديا، أخلاقيا، لا دين له، يعمل على جوانب و جدران الأحياء، ثم أرصفة المقاهي ليصطاد نظرة يتبعها بكلماته أو أفعاله . 

 يجب أن تفهمي أن حريتك تنتهي عند بداية حرية الأخر، فأنت المتهمة و تلعبين دور الضحية، فاجعلي نفسك صورة لكل مسلمة و هي من سلم منها الخلق، جميل أن نراك محمية بلباسك الجميل، لا تخدشين حرية الأخر، إن هدمت قيمك هدم النصف، و فسد ما تربيه، فالدين أعطاك أكثر من المساواة، أنت أحسن من الرجل بكثير، يكفيك فخرا أن الجنة تحت أقدامك يا أمي، يكفيك فخرا أن تفتح لك أبواب الجنة عند مرحلة الولادة، تأخذي ثلاث أرباع لك ثم الأخير لنا، فأنت إن تبعت المساواة، تصبحين كمن تبحث عن كأس ماء، و في يدها قنينة من الماء البارد، الذي يروي عطشها . أنتِ خلقت من آدم لتكمليه، ليس لتتساوي معه، لتفهميه و ليس لتتحديه، لتحبيه و ليس لتخنقيه، هنا يجب مراجعة كل شيء فيك، انتهى الحديث، استوعبي أو إن لم تريدي الإستيعاب، أنتِ حرة في قراراتك.

مصطفى الحطابى