شتان بين الشرق والغرب
وهناك من يعرف الممثل الأمريكي ريتشارد جير،فهو تبرع بكل ثروته للداي لاما لمساندتهم في قضيتهم مع الصين.
والقائمة طويلة جدا.
فهؤلاء الناس تربوا على مثل هذه الأشياء؛ولتجدنَّ منهم حتى ذوالإتجاهات السيئة إلا أنها لا تمنعه بأن يُحسن.
أما نحن العرب،فعندنا ركن من أركان الإسلام يُسمى الزكاة وهو فرض لكن لا أحد يُلقي له بالا...وإذا تصدَّق عليك أحدهم فهو يتصدق عليك بلقمة طعام أو بضع دراهم.
وبعض الإحصائيات ذكرتْ أن لدينا في المغرب 4800 ميليارديرا...مما يعني أن ثروة البلاد كلها ذهبت إلى حساباتهم وبقيَ الشعب خاوي الوفاض...لكنك لن تسمع بأن أحد هؤلاء الميليارديرات قد تبرع بقسط من ثروته في عمل إحساني ما.
نحن لن نقول لهم:من أين لكم كل هذه الثروة؟...فمن حقهم أن يكونوا أغنياء لأنهم عرفوا من أين تُؤكل الكتف؛ولكن على الأقل لو أظهروا بعض الإنسانية وساعدوا أبناء وطنهم الفقراء،وخاصة في هذه المناسبة.
فألف رأس من الغنم يشتريها كل واحد منهم ويوزعها على الفقراء ستكون بادرة طيبة وسيستفيد منها مثلا 4800000 أسرة...وهذا عدد لا بأس به.
فتصوَّر أنت وزيرا يقيم حفل زفاف لابنته ويبذر فيه ما قيمته 300 مليون سنتيم،في حين أن بعض الأسر تزوج بناتها بالفاتحة...والغريب هو أن زواج الفاتحة يصدق وزواج ابنة الوزير سيصطدم بإكراهات...(هذا مجرد مثال)...وبنات الخيريات اللواتي يتزوجن كرها بأشخاص مسنِّين فقط للهروب من ذلك الجحيم...وووووووو...............................................................
سأعطي رأيا:
ـ لماذا لا تُخَصَّصُ في كل سنة ميزانية فقط لعيد الأضحى؟...
فأنت ترى أن رئيس الحكومة في كل سنة يتلو على سمعك ميزانية السنة ويخصص كذا وكذا لهذ الوزارة أو تلك...لكن هل رأيت مثلا أن الميزانية التي خُصِّصت لوزارة الصحة قد غيرتْ بها شيئا ما؟...فكل المستشفيات،بطواقمها وتجهيزاتها ووو...ما زالت تتذكر عام الفيل.
إذن نحن نريد ميزانية خاصة لهذه المناسبة...وهناك قوم سيتطوعون طيلة السنة لإحصاء الأسر المفروض إعانتها...فالمسألة سهلة وإنسانية...علماً بأنه لن يحصل أي إصلاح لا بهذه الحكومة أو غيرها...ولو كان مغاربةٌ يعيشون في كوكب آخر غير الأرض وأتينا بهم ليُصلحوا أمورنا لفعلوا كما فعلت بنا كل الحكومات...
فالمشكل ليس في الأحزاب وإنما في العقليات.
فأنت إن شاهدت مدينة لوس أنجلس أو شنغاي أو طوكيو ليلا من السماء فستعرف آنذاك لماذا لن يتغير أي شيء.
فأولئك القوم يعملون لأنفسهم وللمصلحة العامة لبلدهم.
وهؤلاء يعملون فقط لأنفسهم...وشتان بين الشرق والغرب...وبين السماء والأرض.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الكاتب والشاعر المغربي مصطفى بلقائد.
ليست هناك تعليقات :