غريق (تيزرت) حميد يعقوبي / 29 غشت 2019

أتاك الماء جارفا من حيث لا تعلم 

إنْ هيَ إلا هجمةٌ واحدةٌ وكان الغرق 

رحلتَ بلا زادٍ ولا سِلالٍ ولا سلام 

تودِّعُك المناديلُ والعيونُ أوجعَها الوَدَق 

كيف نلتقي والنهر بيننا سبيل الفراق 

من لنا غيرُ الله وقد تحَكَّمَ فينا الضيق 

كيف ركبتَ موجَ الشهادةِ بلا تذكرة 

والخوف يواريك والموت قد اتسق 

كأَنَّ قلبَك مولع بالرحيل والسفر

يرحل الجارف وتعود رائحة التراب بلذتها

تبكيك الحجارة وقد بكاك من قبل الشجر 

حتى القرية تحمل حقائبها والمنزل والسيول 

فسفرك هذه المرة سيطول ويطول 

يحمل نعشك السيل وكفنك لباس رياضي 

وملح المدامع سيعشق الترقرق والهطول 

اِحمل معك تفاصيل الموت للشهداء وأنت مسافر

أن النهر اختارك متكأ ليستريح من سفره 

ربما كان يستغيث بك من الغرق 

حتى إذا تعبتَ استراحتْ عظامُك بالمقابر 

فالموت لا يشبه أحدا هو يشبه نفسه فقط 

ها قد أسلمتَ تَلَّكَ للوحل 

لا أما تسندك ولا رفيق ولا شقيق 

سنبكي ..ونبتر أيدينا كي لا نكفكف الدموع 

فمن رام الموت الشريف كان في السجود 

أو موتة الغفلة بالصعق أو الغرق ..

*********** 

حميد يعقوبي / 29 غشت 2019