شباب أصيلة حائرون ! متسائلون ! ماذا بعد الأربعين ؟ للكاتب محمد الفحصي
حكاية الشاب الذي يكتب هذه الأحرف نيابة عن شباب إختاروه لتولي إيصال الإحساس الذي من الصعب فهمه ، كانت بعد كلمة السيد الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة ، حينما أخبر هذا الأخير أن مستقبل موسم أصيلة الثقافي غير واضح وأن الدورة الحادية والأربعين أمر غير مؤكد ، مما جعل جميع الحاضرين في إستغراب شديد ، وكيف لهذه الشجرة المثمرة والتي لا طالما أطعمت الجميع من ثمرها طيلة الأربعين سنة بدأت تجد صعوبةَ من يرويها ، لا أخفيكم سرا ، فأنا الذي تتلمذت على يد هذا الإنسان والجميع الحاضرين من غيري كان لهم إحساس مأساوي حينما كان السيد محمد بن عيسى يطلق آخر كلماته خلال اختتام موسم أصيلة الثقافي ، والتي إعتبرها جميع الحاضرين رصاصات غير قاتلة وإنما أيقظت في كل واحد من الحضور الحس بالمسؤولية وأنه من الضروري التحرك من أجل إستمرار العرس الثقافي بمدينة أصيلة المغربية ، وأن عراب المدينة غير دائم ، كما جاء على لسان هذا الأخير حينما قال « سي بن عيسى ماغيدومشي »
لقد بدى لي من أن السيد محمد بن عيسى كمن تعب من نفقات هذه البنت التي كلما كبرت كلما زادت إحتياجاتها ، وأن موارد المؤسسة تتراجع عاما بعد عام ، وتضيق موسما بعد موسم ، حتى أصبح الموسم القادم يلفه الغموض ومن المحتمل أن لا يكون ، ما لم يتسارع القادرون على مد العون لتبقى شعلته مضيئة في بيت كل مغربي وعربي ،
أنا الذي عايشت هذا الموسم مدة عشر سنين ، رأينا شباب المدينة يستفيدون منه بكل الجهات ، وعلى جميع المستويات ،فهذا الموسم يجعل من الشباب منفتحين على ثقافات متعددة كل عام ، فصار مناسبة تعارف من كل بقاع العالم، مرة غربا وتارة شرقا وأعواما جنوبا ، فتفرعت الأفكار وتعددت المسؤولية ، وصارت مؤسسة منتدى أصيلة داعمة لمئات الأنشطة السنوية طول العام ، وصارت هذه المؤسسة مثالا يحتدى به وتضرب به الأمثلة ، فكم من فنان شاب وشب في الموسم ، وكم من كاتب طبعت له كتب ومقالات ، وكم من طفل استفاد من تكوينات مؤطرة ، وكم من طالب جامعي وجد المتنفس والتجربة في الموسم ، وكم من خريجٍ تتلمذ على يد أساتذة كبار وأصبحت له مسؤوليات في مناصب عليا .
واليوم وبعدما شاهدنا وقرأنا جميعا كلام إختتام موسم أصيلة الثقافي الاربعين ، لابد من إتحاد جيل جديد بدعم وتزكية الجيل المُربي ، وحاشى أن تتغير المقامات ، فلكل مقام مقال ، ولكل زمن كلام ولكل أصيلة بن عيسى يخدمها ، لن تقف مسيرة هذا القائد هنا بل سنسعى نحن شباب وشابات مدينة أصيلة ، بكل ثقة وآمال وعزم على أن يستمر هذا العرس الثقافي ، وسنحاول بكل ما أوتينا من قوة ، على الا تنطفئ شمعة الثقافة في بلاد الثقافة ، وموعدنا في الدورة الحادية والأربعين من موسم أصيلة الثقافي .
ليست هناك تعليقات :