تنمية مهارات التفكير واختراع المستقبل بقلم الدكتورة / منى كمال سليمان
ويقسم علماء التربية وعلم النفس مجالات التقكير إلى ثلاثة أنواع هي التفكير الابتكاري والتفكير الناقد والقدرة علي حل المشكلات، كما يتضح من العرض التالي:
التفكير الإبداعي:
إن كثير من الدراسات تثبت أن الأطفال يولدون ولديهم القدرة على الإبداع، ولكي تنمو هذه القدرة علينا أن نضمن للطفل مايلي:
قبول الطفل كما هو بجميع صفاته الحالية ومنحه الثقة.
فهم الطفل ومحاولة رؤية العالم كما يراه هو
تجنب النقد الخارجي
تهيئة المناخ الإبداعي للطفل وتشجيعه من خلال نشاطات تساعد على تنمية التفكير الإبداعي ومنها:
الصوروهي مثير جيد يركز الطفل تفكيره عليه.
القصص وتشجيعه على تحليلها ونقدها من خلال سردها والتوصل لنهايات بديلة.
جلسات العصف الذهني وهي وسيلة جيدة لتوليد الأفكار الجديدة,
الرسم وهو يعد أحد الطرق للتعبير عن الفكرة، فهو يدرك الشيئ المرئي أكثر من الشفهي.
إن التفكير الإبداعي نشاط تخيلي يتضمن أفكار جديدة تتطلب التفكير الناقد لاختيار أفضل الأفكاروأحسن البدائل فلا يكفي في الحل الإبداعي أن يكون جديدا فحسب بل لابد أن يكون ذا قيمة.
التفكير الناقد
يساهم التفكير الناقد في تعليم الطفل نقد الأفكار وتحليلها قبل قبولها...فهو لابد أن يتعلم أن ينقد ما يسمعه وما يشاهده وأيضا لابد من تنمية مهارات النقد الذاتي لديه.باختبارها الآخرون وممكن أن يرفضوها
ومن الممكن تنمية مهارات التفكير الناقد من خلال:
تدريبه على كيفية اصدار الآراء والأحكام حول الأشياء,
نقد أحداث القصص وسؤاله مثلا ماذا يعمل إذا كان مكان أحد الشخصيات.
عدم اصدار الأحكام قبل توافر اللأدلة والبراهين الكافية.
حل المشكلات:
يتضمن أسلوب حل المشكلات عدة خطوات منها:
تحديد المشكلة
تحديد الهدف المراد الوصول إلبه
وضع عدة بدائل
اختيار الحل المناسب أو الأمثل.
وتتعلق تنمية مهارات حل المشكلات بالقدرة على اتخاذ القرار والاختيار بين البدائل المختلفة. ومن الممكن غرس تلك المهارة في الطفل من خلال تقديم بعض الأنشطة المناسبه لهذه المهارة
ومن المهم أن يتعلم أن القرار الصحيح لابد أن يراعي مصالح جميع الأشخاص المحيطين.
والجدير بالئكر أن هناك بعض العوامل التي تعوق تنمية التفكير مثل الخوف من الفشل، ومن الممكن أن نتغلب عليه من حلال تعليم الطفل أن النجاح والفشل أمران متعاقبان في الجياة. وأيضا النقد المستمر للطقل ، ومن الممكن الحد منه من خلال تجنب النقد المبالغ فيه وتنمية مهارات النقد الذاتي لديه.
وبجانب اهتمام علماء النفس بالأبعاد المختلفة المتعلقة بتنمية مهارات التفكير، انشغلت أيضا العدديد من التخصصصات الأكاديمية بهذه القضية الهامة نظرا لأهميتها في بناء الفرد والمجتمع، ولعل من أهمها مساهمات علماء التكنولوجيا، ولم يقتصر ذلك على مجال اختبارات الذكاء واحتساب النتائج الكترونيا ومعينات التعلم كالألة الحاسبة أو برامج تنمية المهارات الإلكترونية، ولكن ظهرت دعوة تتضمن أن تنمية مهارات التفكير من الممكن أن تقودنا نحواختراع المستقبل.
ويرجع الفضل في هذه الدعوة إلى آلان كاي عالم الحاسوب الشهير الذي له انجازات عديدة في مجاله مثل االتوصل إلى لغة البرمجة small talk ، وفيما يتعلق بمجال التفكير والمستقبل، فمن وجهة نظره أن أفضل طريقة للتنبؤ بالمستقبل هي أن نقوم باختراعه، ويحدثنا آلان كاي عن خبرته في شركات الكمبيوتر عندما
كان مهندسا شابا وكيف قرر هو وزملائه حيذاك التفكير في مستقبل الحاسبات الآلية بعد ثلاثين عاما ، وتوصلوا إلى فكرة اختراع اللابتوب في الوقت الذي لم يكن أحدا يسمع عن الحاسب الشخصي، فقد رأى هؤلاء المهندسون
أهمية التوصل إلى اللاب توب ومن بعده التابلت حيث أنه أكثر ملائمة لاستخدام الأطفال. وبالطبع لم تكن الفكرة موجودة، فهي مرت بمهارات التفكير الثلاث، ففي البداية أبدع هؤلاء الشباب في تخيلاتهم ثم كان عليهم التشاور والتفكير الناقد فيما تخيلوه ليكونوا على استعداد لحل المشكلات التي تواجههم.
ويجذب ّذلك الإهتمام إلى أهمية مشاركة كافة التخصصات الأكاديمية في تطوير التعليم، كما يتضح فيما أدلى به ألان كاي حول المسئولية المشتركة تجاه تعليم الأطفال سواء كنا نعمل في مجال التربية أو أي مجال أخر، فهناك التزاما نحو الأجيال القادمة .
ويكثر الحديث حول أهمية إعداد الأطفال وتزويدهم بالمهارات لمواجهة متطلبات المستقبل، ويتعلق بهذه القضية سؤالين غاية في الأهمية، ويتعلق الأول بما مدى استطاعتنا التنبؤ بالمستقبل وسط هذا الكم من المتغيرات، بينما يكمن الثاني في مفهوم المستقبل الذي نتحدث عنه ومن قام بوضع أهدافه ومتطلباته.....أي هل يمكن أن نعد أبناءنا ذلمستقبل وضعت ملامحه الأمم الأخرى؟
وهنا تتضح أهمية قيام علماء التربية بالتعاون مع مختلف التخصصات الأخرى لتحديد ماهية المستقبل الئي نرغبه لأجيالنا القادمة مما يتطلب نظاما تعليميا يعد الطفل ليكون قادرا على تغيير العالم من حوله، وفي هذا الصدد يرى ألان كاي أهمية تنمية مهارات التفكير لدى الطفل، وبالنظر إلى النظم التعليمية الحالية المتبعة في معظم أنحاء العالم، يقوم برصد ثلاث قضايا هامة في هذا الصدد:
تتعلق القضية الأولى بواقع الفصول الدراسية، فعلى الرغم من كثرة المعلومات المتداولة حول أهمية تنوع استراتيجيات التدريس ومراعاة ميول الطالب، إلا أنه يلاحظ أن كثيرا ما يتبع المعلم طريقة واحدة تغلب على أدائه بالإضافة إلى فكرة الإجابة الصحيحة الواحدة، خاصة في ظل النماذج التي تحيط بالعملية التعليمية من كل جانب، فكيف نتوقع تنمية مهارات التفكير وسط هذا المناخ التعليمي...لئا يرى أهمية وجود أكثر من طريقة للتعلم والتقويم.
أما عن القضية الثانية فهي تتصل بعدم ملائمة المادة المقدمة لعمر الطالب ومرجلة نموه، وهو يرى أنه من الممكن تقديم أي مفهوم أو فكرة إلى الطفل إذ ما راعينا متطلبات مرحلة النمو التي يمر بها، فالمناهج تمتلأ بحشو المعلومات وتكدسها مما يجعلنا نضغط على الطالب للحصول غلى أفضل النتائج، مما يحول دون نمو مهارات التفكير لديه...ويضرب لنا ألان كاي مثالا يتضمن نظرية فيثاجورس التي غالبا ما تدرس للأطفال في سن الخامسة عشروما يطلب منهم من فهم الفروض المتعلقة بها واثبات البراهين عند حل المسائل، فمن وجهة نظره أن هئا التعقيد له أضراره على تنمية مهارات التفكير لدى الطالب، وبدلا من ذلك فهو يتحدث عن أهمية التبسيط للطفل، إذ يمكن فهم النظرية من خلال أن يقوم الطالب بقص ورق كرتون على شكل مجموعة من المثلثات المتطابقة بدلا من الخوض في تعقيدات النظرية.
وبالنسبة للقضية الثالثة فهي تتعلق بالمقولة الشائعة "إذا أردت أن تعلم أبنك الفرنسية، فاذهب به إلى أرض الفرنسيين" لأن البيئة المحيطة لها دوركبير في عملية التعلم، وفي هذا الصدد يرى آلان كاي أنه إئ ما أردنا تعليم الطلاب مهارات البحث العلمي والرياضيات والتكنولوجيا، قلابد من تهيئة البيئة المحيطة وتجهيزها بالمتطلبات اللازمة لمناخ علمي تكنولوجي سواء على مستوى المدرسة أوالمؤسسات الموجودة بالبيئة المحلية، فلابد من مساهمة الجامعات والشركات في احتضان الطالب وتوفير البيئة المربية له حتي تنمو مهارات التفكير بأبعادها المختلفة لديه سواء على مستوى الخيال الإبداعي وما يتطلبه من تفكير ناقد ليكون قادرا على حل المشكلات التي تواجهه ومن ثم المساهمة في تغيير العالم من حوله.
ليست هناك تعليقات :