اخر الاخبار

طب المسنين ومعوقات جودة الحياة في مصر "دراسة اجتماعية انثروبولوجية" للباحث / محمود محمد رياض

بقلم الباحث  / محمود محمد رياض
طب المسنين أو علم الشيخوخة (Geriatrics) هو فرع العلوم الطبية الذي يهتم بصحة كبار السن والمسنين. ويهدف لدراسة صحة كبار السن وعلاج الأمراض الشائعة في الشيخوخة وعلاج الآثار والإعاقات المترتبة عليها.
كان علم الشيخوخة يتبع الأمراض الباطنية في بداية الأمر، ثم صار بعد ذلك علماً قائماً بذاته، مثله مثل طب الأطفال. ويعرف بأنه يكرس اهتمامه علي رعايه المسنين والأمراض المميزة لكبار السن والمشكلات التى تعتري الإنسان عند التقدم في العمر. وأهم اسباب ظهور طب المسنين حديثا خصوصية المسنين واختلافهم عن الفئات العمرية الأخرى والزيادة الكبيرة في أعداد المسنين في المجتمع ،التي حدثت من جراء الزيادة في أعمار الناس التى جلبها الطب الحديث. وأهم أهدافه تحسين جودة الحياة وتحفيز زيادة الأمان وحفظ الكرامة والراحة والاستقلالية للمسنين.
أمراض المسنين:
يتميز كبار السن بخصوصيتهم عن الفئات العمرية الأخرى وذلك لاختلاف أداء أعضاء الجسم لوظائفها (مثل اختلاف أداء أعضاء الجسم في الفئات الأخرى مثل الأطفال والحوامل والرياضيين). ولابد من التفرقة بين التغييرات التي تحدث في وظائف كل عضو من أعضاء الجسم وبين الأمراض التي تحدث في كل عضو فمثلا نقص الاحتياطي الوظيفي في الكليتين (من الممكن أن يعيش الإنسان بنصف كلية) يعتبر تغير طبيعي مع السن الكبير (لا يحتاج لعلاج في كبار السن) ولكن قصور وظائف الكلى أو الفشل الكلوي يعتبر مرض في أي فئة عمرية (يستدعي البحث عنه وعلاج أسبابه).
الأمراض الشائعة: تداخل الأمراض الطبية المتعددة (مثل داء السكري وأمراض ضغط الدم والقلب...إلخ).

الأمراض المشهورة: حالات الخلط/الهذيان، خرف الشيخوخة و مرض الزهايمر , الاكتئاب أو القلق, اضطرابات الإفراط الدوائي وتداخل الأدوية, اضطرابات الحركة والاتزان والسقوط, السلس البولي, الجفاف وسوء التغذية, الآلام المزمنة, مشاكل المرضى طريحي الفراش, ترقق العظام, التعامل مع القرح المختلفة (مثل قرح الانضغاط), التأهيل والطب الطبيعي للمسنين, قصور الحواس (مثل السمع والبصر والإحساس), الرعاية الملطفة والرعاية النهائية.
الأمراض الجراحية: مثل كسر عنق عظمة الفخذ وقرح الانضغاط وجلطة الأوردة العميقة والقصور الشرياني الحاد وأمراض البروستاتا والتقييم الطبي قبل الجراحة.
فريق رعاية المسنين الطبية: فريق رعاية المسنين الطبية يتكون من أطباء المسنين وأطباء التأهيل وهيئة التمريض والأخصائيين النفسيين وأخصائي التغذية وأخصائي التأهيل المعرفي واللفظي والمعالج الوظيفي والأخصائيين الاجتماعيين.
قد توجد بعض الفروع الدقيقة داخل تخصص طب المسنين مثل طب نفسي المسنين (psychogeriatric) وطب أمراض القلب والأوعية الدموية للمسنين (Card geriatrics)

مستويات وأنواع الرعاية الصحية للمسنين:
الرعاية الحادة Acute care.
الرعاية طويلة المدى Long term care.
الرعاية المنزلية Home care.
الرعاية المركزة Intensive care.
الرعاية الملطفة Palliative care.
الرعاية النهائية Terminal care.



حاجات المسنين:
حاجات إقتصادية: مثل الحاجه إلى نظام يكفل للمسن الأمن الاقتصادى والحصول علي دخل مناسب يتمشي مع الزياده في أسعار السلع والحدمات.
حاجات اجتماعية: مثل الحاجه الي دعم وتعزيز العلاقات الاجتماعيه مع الاخرين،والي انشاء مؤسسات لكبار السن الذين لا يجدون راحتهم داخل أسرهم.
حاجات نفسية: مثل الحاجه الي وسائل الترفيهيه والترويح وتقريب الفجوه بين الأجيال.
حاجات صحية: مثل الحاجه الي توفير المصادر الطبيه المختلفه لرعايه كبار السن ،والحاجه الي التوسع في مظله الرعايه الطبيه.
حاجات عامة: مثل الحاجه الي الاستقرار العاطفي ، الحاجه الي الاحتفاظ بالمكانه،الحاجه الي الرعايه الاقتصاديه والاجتماعيه.
حاجات خاصة: مثل الحاجه الي التكيف مع فقد الوظيفه والعائد ،التكيف مع حاله موت أحد الزوجين.
لكبار السن الحق في الحصول على خدمات الوقاية والعلاج بما في ذلك خدمات التأهيل ورعاية الصحة الجنسية. ويقتضي تزويد كبار السن بجميع سبل الحصول على الرعاية والخدمات الصحية، التي تشمل الوقاية من الأمراض، والتسليم بأن أنشطة تعزيز الصحة والوقاية من المرض في جميع مراحل الحياة يجب أن تركز على المحافظة على الاستقلالية والوقاية وتأخير الإصابة بالمرض وعلاج الإعاقة وعلى تحسين نوعية حياة كبار السن الذين يعانون أصلا من الإعاقات. وينبغي أن تشمل الرعاية والخدمات الصحية التدريب الضروري للموظفين والمرافق اللازمة لتلبية الاحتياجات الخاصة للسكان المسنين.
وتعرّف منظمة الصحة العالمية الصحة بأنها حالة من السلامة البدنية والعقلية والاجتماعية التامة، لا مجرد عدم وجود المرض والاعتلال. ويتطلب الوصول إلى مرحلة الشيخوخة في حالة من السلامة والعافية بذل جهد فردي في جميع مراحل الحياة، ووجود بيئة مؤاتية لنجاح تلك الجهود. وتتمثل مسؤولية الأفراد في اتباع أسلوب صحي في الحياة، ويتعين على الحكومة إيجاد بيئة داعمة تساعد على النهوض بالصحة والسلامة حتى مرحلة الشيخوخة. ومن الضروري، لأسباب إنسانية واقتصادية معا، تزويد كبار السن بنفس القدر من الرعاية الوقائية والعلاجية والتأهيل الذي تحصل عليه الفئات الأخرى. وفي الوقت ذاته، لا بد من توفر خدمات صحية يكون الغرض منها تلبية الاحتياجات الخاصة لكبار السن، مع مراعاة إدخال طب الشيخوخة في المقررات ذات الصلة في الجامعات وأنظمة الرعاية الصحية، حسب الاقتضاء. وإلى جانب الحكومات، هناك جهات فاعلة أخرى هامة، وبوجه خاص المنظمات غير الحكومية والأسر، تقدم الدعم للأفراد في المحافظة على اتباع أسلوب صحي في الحياة مع التعاون بشكل وثيق مع الحكومات في تهيئة بيئة داعمــة لذلك.
وفي الوقت الراهن، تمر مناطق العالم كلها بفترة انتقال من حيث انتشار الأوبئة، وتشير إلى وجود تحول من انتشار الأمراض المعدية والجرثومية إلى انتشار الأمراض المزمنة والانتكاسية. بيد أن العديد من البلدان النامية والبلدان التي تمر اقتصاداتها بمرحلة انتقال تتحمل عبئا مضاعفا يتمثل في مكافحة الأمراض المعدية سواء ما جد منها وما عاد إلى الظهور، كفيروس نقص المناعة البشرية/متلازمة نقص المناعة المكتسب (الإيدز)، والسل، والملاريا، في نفس الوقت الذي تواجه فيه خطر الأمراض غير المعدية المتعاظم.
وتتطلب الحاجة المتنامية إلى توفير الرعاية والعلاج لكبار السن سياسات ملائمة. ويمكن أن يؤدي عدم وجود هذه السياسات إلى زيادات كبيرة في التكاليف. وبوسع السياسات التي تشجع أساليب الحياة الصحية بما في ذلك تعزيز الخدمات الصحية وتدابير الوقاية من الأمراض، والتكنولوجيات المساعدة، وخدمات الرعاية في مجال التأهيل، متى اقتضى الأمر ذلك، وخدمات الصحة العقلية، وتعزيز أساليب الحياة الصحية وتهيئة بيئات داعمة، أن تخفّض مستويات العجز المقترن بالشيخوخة، وتحقق وفورات في الميزانيات.
تعزيز الصحة والرفاه طوال الحياة :
تساهم برامج تعزيز الصحة في تشجيع الناس على مراقبة صحتهم والعمل من أجل تحسينها. وترد الاستراتيجيات الأساسية لتعزيز الصحة في ميثاق أوتاوا لتعزيز الصحة (1986). وقد وضع المؤتمر الدولي للسكان والتنمية (1994) أهدافا تتمثل في زيادة سنوات الحياة المليئة بالصحة وتحسين نوعية الحياة للجميع وخفض معدلات الوفيات والأمراض وزيادة العمر المتوقع عند الميلاد. ويمكن تحقيق هذه الأهداف بطريقة أكثر فعالية بتنفيذ الإجراءات التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية من أجل تحسين الصحة العامة وسبل الحصول على الرعايا الصحية الملائمة.
إن أنشطة تعزيز الصحة وتزويد كبار السن بإمكانية متكافئة للحصول على الرعاية والخدمات الصحية التي تشمل الوقاية من الأمراض في جميع مراحل الحياة تعد حجر الزاوية في الحفاظ على الصحة عند التقدم في السن. فاعتماد منظور يشمل جميع مراحل الحياة يستدعي التسليم بأن أنشطة تعزيز الصحة والوقاية من المرض يجب أن تركز على المحافظة على الاستقلالية والوقاية من المرض والعجز وتأخيرهما وتوفير العلاج، فضلا عن تحسين ممارسة كبار السن الذين يعانون أصلا من الإعاقات للمهام الحياتية وتحسين نوعية حياتهم.
تتطلب المحافظة على الصحة وتحسينها أكثر من مجرد اتخاذ إجراءات محددة تؤثر على الحالة الصحية للفرد. فالصحة تتأثر كثيرا بعوامل بيئية واقتصادية واجتماعية، بما في ذلك البيئة المادية، وبالجغرافية والتعليم والمهنة والدخل والمركز الاجتماعي والدعم الاجتماعي والثقافة ونوع الجنس. فتحقيق تحسين في الحالة الاقتصادية والاجتماعية لكبار السن من شأنه أن يؤدي إلى تحسين حياتهم أيضا. وعلى الرغم من حدوث تحسن في التشريعات ومجالات تقديم الخدمات، مازالت المرأة في مناطق عديدة محرومة طوال حياتها من الحصول على فرص كالرجل في هذا المجال. وبالنسبة للمرأة، يكتسب اتباع نهج يشمل جميع مراحل حياتها لتحسين صحتها عند الشيخوخة أهمية خاصة، إذ أنها تواجه عقبات في جميع مراحل حياتها وما يترتب على ذلك من آثار تراكمية تنعكس في رفاهها الاجتماعي والاقتصادي والبدني والنفساني في السنوات المتأخرة من عمرها.
الأطفال والمسنون أشد تأثرا بمختلف ضروب التلوث البيئي من متوسطي العمر، وهم أكثر عرضة لخطر التضرر حتى من أدنى مستويات التلوث. وتؤدي الحالات الطبية الناجمة عن التلوث البيئي إلى انخفاض الإنتاجية وتؤثر على نوعية حياة الأشخاص مع تقدمهم في السن. ويُعرِّض سوء التغذية كبار السن أيضا لخطر أكبر، ويمكن أن يؤثر سلبا على صحتهم وحيويتهم. ويمكن الحد من الأسباب الرئيسية للإصابة بالمرض والعجز وللوفاة لدى كبار السن باتخاذ تدابير لتعزيز صحتهم ووقايتهم من الأمراض تركز في جملة أمور على التغذية والنشاط الجسماني والإقلاع عن التدخين.

قد يعجبك أيضا

ليست هناك تعليقات :

روائع القرآن الكريم Mp3

فريق الموقع

جمال شكرى
رئيس تحرير جريدة البنيان الاسبوعي حاليا بأخبار اليوم
مدير تحرير صحيفة الأحرار اليومية..سابقا
المستشار الصحفي والإعلامي لإدارة الإعلام مديرية أمن إسكندرية
نائب الموقع الإلكتروني بالصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية

رئيس رابطة صحفيون ضد الفساد عضو مجلس نقابة الصحفيين

مصطفى الحطابى كاتب كلمات و قصائد شعرية و زجل، قصص و مقالات
عضو النقابة الوطنية للموسيقيين الأحرار بالرباط ككاتب كلمات
المشاركة في فيلم قصير للمخرج محسين الناظيفي
الشبابية و هي تهتم بالمواهب الشابة على مستوى المدينة 2010 حاصل على شهادة في الإعلاميات المكتبية 2005 حاصل مستوى باك علوم تجريبية بثانوية أولاد حريز ببرشيد
GMAIL : M.ELHATTABI@GMAIL.COM

سكينة الفالحي من المغرب ، مدينة طنجة ، العمر 22 سنة ، دارسة للسيكولوجيا
و علم النفس و كخبيرة للعلاقات بين الشباب ، و حاصلة على الاجازة بالحقوق ،و
حاصلة على دبلوم في المحاسبة و التسيير ، و كاتبة و شاعرة و ناقدة سياسية ، لها عدة اعمال منها قصة حب مدفونة ، و حداد الروح و سحر الحياة و غيرها من
القصائد و كذلك سلسلة في اطار نقدي تحت عنوان سيليباطير فوق الثلاتين
و قصة دموع الرحمة و قصص قصيرة و روايات

عبد الرحمن عبد الغفار عرابي وشهرته الرسام مصمم جرافيك وفنان تشكيلي وكاريكاتير
يعمل مدرب جرافيك ورسم في اكاديمية خاصة رسام جداريات وديكور
رئيس قسم الكاريكاتير بموقع الفيروز رئيس قسم الكاريكاتير بجريدة كرامة الصعيد رسام الكاريكاتير بجريدة نبض الحرية
حائز على المركز الأول في الكاريكاتير بمحافظة بني سويف جمهورية مصر العربية حاصل على تقدير من محترف لبنان الفني بأكثر من مناسبة شارك في العديد من المعارض المحلية والدولية