صورة بلا قلب للاديب : مصطفى الحطابى
الأخ الكبير سعد متسلط و نصاب، الثاني مرشد مشاغب مرهف الإحساس يدرس في السنة الثانية اقتصاد، أما الثالث فهو حميد الملتزم دينيا لكنه لا يفهم فيه، متعصب لرأيه، الرابعة هي ثريا التي تريد أن تجمع شمل الإخوة، أما الخامس فهو سعيد الفنان الذي يبحث عند دور في أي فيلم أو المسرح، كل له غرفته تشبهه، يجمعهم كرههم الأعمى لأبيهم، الذي كان سببا في موت أمهم، لم يحركه مرضها، حيفه عليها و عليهم، حبهم الكوني لأمه، و عدم استطاعتهم مساعدتها أو تخليصها من ألامها، كل كان يلقي اللوم على الأخر.
عندما يجتمعون على مائدة العشاء، يرمون اللوم و الحقد على تلك الصورة المعلقة، هناك من يدعوا عليه و البنت تبكي، الغريب أن أرواح الأب و الأم تجول و تتناقش حول أبنائهما، كل يلقي اللوم على الأخر، عندما يتكلم المسرحي و المتدين يصل حديثهم إلى الشجار، أما إن تناقش النصاب مع المشاغب يصبح الحديث كالمجاملات.
هذا الفرق في الحديث، ما تراه الأرواح من تناقضات، يكون عندهم أراء أخرى على أبناهم، أن سبب تربيتهم و عدم تعليمهم الحنان على بعضهم سوى أختهم، التي تريد جمع الشمل، الغريب هو أن صورة الأب تبكي، لكن لا يلمحها أحد سوى البنت، تجول و تجول، تسترجع الأخطاء و الذكريات و الجفاء الذي صنعه، لأنه لم يربي الإخوة على الأخوة، أما البنت فعاطفتها بالفطرة.
كبر الأولاد الأربع على الكره و الحقد لبعضهم، رغم الشر ... هناك ابتسامة نفاق تدور بينهم، لكن العم الخبيث الذي يزور بيتهم حتى يزيد من ثغرة الكره بينهم، الأب يشاهد روح بلا جسد، يبكي و يبكي، حتى أنه ظل يفكر كيف يجمع الشمل.
تزوجت البنت، زاد الفرق و بدأ الشجار على الغرفة الفارغة، سدت الغرفة، قرر مرشد الرحيل ليبحث عن نفسه، و الفنان أصغرهم رحل ليجد مكان فيه التصوير بحثا عن الشهرة، أما الأول فعمل على مشروع في بيتهم، ليغضب حميد و يقرر الرحيل مستنجدا بالمساجد، كل منهم مات بعيدا عن إخوته، فتحطمت الصورة التي لا قلب لها.
ليست هناك تعليقات :