مقاطعون بقلم مصطفى الحطابى
هناك فئة من مجتمعنا المتناقض لا يهمه ثمن السلع أو المحروقات، فمال المواطنين وفير يأخذ منه ما يشاء متى يرغب، آخرون مثلنا من الطبقة المتوسطة و ما تحتها، يهمها ثمن نصف لتر من الحليب، معيشتهم اليومية لا تتعدى دريهمات، كل يوم بيومه.
يشبعون يوما و يجوعون أيام، حامدين شاكرين ضاحكين و كرماء مع الضيوف، صابرين
يهمهم خمسين سنتيم أو العشرين سنتيم، فيدخل الأب بسكريات و حلويات في يده يفرح بها أطفاله ليفرح معهم.
يشتري ملابس قديمة ثم يغسلها بالخل و مساحيق الغسيل التي يشتريها بالقسط، فيعمل ليلا و نهارا، ليرتاح سويعات في مقهى بخمس أو ست دراهم، ثم تلك المرأة المغربية التي تشقى يوميا دون كلل، بين تحضير الطعام ثم الذهاب بالصغار إلى المدرسة، ليأتوا وحدهم فيجدون خبزا وسطه " المرقة " و كأس شاي بارد، يأكلون و يضحكون، عندما يمرض احدهم لا يذهب إلى الطبيب إلا إذا اشتد المرض، لا مسكنات بل الدعاء و الحمد لله.
هذا المغربي الذي ما يزال يحتفظ بكرامته
يستحق أن يأخذ حقه
من أجلكم و اجل وطن يفكر فينا، مقاطعون
ليست هناك تعليقات :