غير نظرتك للحياة

تحتوي الحياة على جوانب ايجابية و أخرى سلبية، حيث  أن هذه الأخيرة سيطرت على غالب الناس في أفعالهم و أقوالهم مما أدى إلى تغلغل المشاكل و الأمراض إلى ذاتهم .

تجلت هذه السلبية في لوم الآخرين على الفشل، الاعتقاد على أن الظروف سبب في عدم النجاح و التألق، تغلب عليهم الخوف و التردد و عدم الثقة في النفس، التوقع للمستقبل بسلبية و تشاؤم كبير، كل  هذا ناتج عن البيئة التي يعيشون بها، برمجة السلبية منذ الطفولة، الرفقة السلبية، الإعلام و المدرسة أو مكان العمل  ...

لهذا يجب تغيير ذاتنا من السلبية إلى الإيجابية، لقول الله تعالى  " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم "، لا تحزن ... فالماضي من الأموات و نحن لا نتعامل مع الأموات، الحاضر موجود لك أنت أما المستقبل ففي علم الغيب، فيومك يومك يا عبد الله.

إن اليوم هدية من الله، فلا تثقل يومك بهموم غدك، فقد لا تجيء هموم غدك و تكون قد حرمت من سرور يومك، من الآن قرر النجاح و السعادة مهما كثرت العقبات و حدد هدفك، أكتبه و ضع دائما صورتك التي تريد أن تكون عليها في عقلك و مخيلتك و اتجه تدريجيا نحوها، إذا لم تهزم نفسك ستهمزك، فحسب نابليون هيل " كلّ ما يمكنك أن تتخيّله وتؤمن به يمكنك أن تحققه ”   فتأكد أن  كل متوقع أت .. فتوقع ما تتمنى ! علي بن أبي طالب رضي الله عنه .

طعم هذا الهدف بالمحبة بمعنى حب  الله، الذات والجميع ثم الشكر و الامتنان لقوله " لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ " و ثبته بالإخوة الثلاث لإبراهيم الفقي " الالتزام ، الانضباط ، الاستمرارية" ، ثق في نفسك باعتبارك إنسان ناجح بفطرتك لأن الله خلقنا في أحسن تقويم و رضي بالنعم التي منحها لك.

ركز على الحلول لأنها قريب منا و ليس الصعوبات و المشاكل  و توكل على الله و تفاءل بالخير،  لقوله تعالى "أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ " سورة القصص

﴿ قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ﴾     سورة التوبة الآية : 51

تقبل الأخطاء و الفشل و اعتبرها خطوة نحو النجاح لان النجاح ليس عدم فعل الأخطاء بل هو عدم تكرارها.

كن دائم التعلم و مواكب التطور حيث يقول هنري فورد  "أي شخص يتوقف عن التعلم هو عجوز سواء كان في العشرين أو الثمانين " فأعظم شيء فالحياة أن تبقي عقلك شاب، ثم العطاء فالعطاء و العطاء ... مالا، علما، جهدا أو حتى ابتسامة، فانه باب من أبواب السعادة و النجاح، فلا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق، و مسامحة الناس فلن تصل ولو إلى بصيص أمل في السعادة و النجاح  إذا كنت شخص لا يسامح الناس"

فنصيحة مني لك كثر من الاستغفار لقول الله  تعالى" فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا . يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا . وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا "

كلما بكرت في اتخاذ قرار التغيير، يكون التغيير أسهل بالنسبة إليك.

بقلم : ابراهيم الزرايبي