"ظاهرة التنمر المدرسي" بقلم دكتور : طارق ذكي
تعتبر ظاهرة التنمر ضد الأطفال وطلاب المدارس من أكثر الملفات التي تشغل القائمين على الميدان التعليمي والتربوي حول العالم، لما لهذه الظاهرة من أثر سلبي كبير على تكوين شخصية الطفل
وينتج التنمر المدرسى أوالإساءة أوالتعجرف أوالإيذاء أوالعدوانية وكلها من أنواع التنمر بتسبب طالب أو أكثر بأذى جسدي، أو نفسي، أو عاطفي، أو مضايقة، أو إحراج، أو سخرية لطالب أو عدة طلاب بشكل متكرر. ويُشار إليه أيضًا بأنه سلوك متكرر من قبل المتنمر يهدف لإيذاء الطلاب الآخرين جسديًا، أو جنسيًا، أو لفظيًا، أو إجتماعيًا بالقول أو الفعل بهدف السيطرة عليهم وإذلالهم. وبذلك فهو يتسبب في كثير من الأضرار ويُمثل أحد أكبر المشكلات بالمجتمع بصفة عامة والمجتمع المدرسي بصفة خاصة.
أنواع التنمر :
أولاً التنمر البدني:
ويتضمن الضرب أو الركل أو القرص أو الدفع أو مهاجمة الآخرين.
ثانياً التنمر اللفظي:
ويشمل استخدام الكلمات لإلحاق الأذى بالآخرين مثل: الألقاب أو الإهانات أو إبداء التعليقات الجنسية أو التعصب أو التهويل أو التهديدات الكلامية.
ثالثاً التنمر العاطفي:
من خلال الإحراج الدائم للشخص.
أسباب التنمر المدرسي:
أولاً المتنمّر الضحية:
إما أن يكون المتنمّر كان ضحية تنمّر. فكثير من المتنمّرين أنفسهم كانوا ضحية تنمّر، مما جعلهم يشعرون بعدم القيمة والغضب وبالتالي أصبحوا يرمون هذا التنمّر على غيرهم.
ثانياًالوحدة:
فالشعور بعدم الأهمية والوحدة قد يولّد التنمّر بهدف اكتساب الإهتمام والشعور بالقوة. حتى وإن كان المتنمّر ينتمي الى مجموعة، فهذا لا يعني أنه يشعر بالإنتماء والأهمية لهـذا يحاول إيجادها عبر التنمّر على الآخرين.
ثالثاً المشاكل المنزلية:
فكثير من المتنمّرين يعانون من إضطرابات في منازلهم مثل التعنيف اللفظي والجسدي والجنسي والعاطفي وغير ذلك مما يدفعهم للتنمّر على الآخرين بغية سكب غضبهم المكبوت. وفي هذه الحالة من المهم أن نعلم أن المتنمّر هو أيضًا ضحية.
رابعاً عدم تقدير الذات:
وعدم تقدير الذات قد تحدث أحياناً إن كان الشخص يشعر بعدم القيمة (غير جميل، غير ذكي، غير مستحق، غير قادر ماديًا..) فإنه يحتاج إلى الشعور بأنه أفضل من ذلك وأسهل طريقة له هي الحطّ من الآخرين مما يدفعه للتنمّر.
خامساً الغيرة:
إذا كان المتنمّر يعاني من الغيرة من أحد ما فغالبًا ما سيحاول صبّ غيرته وانزعاجه على ذلك الشخص. وغالبًا ما يكون سبب الغيرة شهرة الشخص الآخر أو مستواه الاجتماعي أو الذكاء الذهنى.
سادساً الصحبة السيئة:
فالانتماء إلى مجموعة من المتنمّرين. يكسب المتنمّر المزيد من القوة بفضل دعم فريقه له.
سابعاً التعجرف:
فبعض المتنمّرين يعانون من التكبّر والتعجرف ما يجعلهم يعتقدون أنهم أفضل ما حدث في العالم وأفضل من غيرهم وبالتالي يتنمّرون على كل من هم دون مستواهم.
ثامناً الرغبة في التأثير:
بعض المتنمّرين يرغبون بكسب إعجاب الآخرين عبر إضحاكهم وتسليتهم ولفت الأنظار إليهم من خلال التنمّر على غيرهم.
تاسعاً و رؤية الآخر مختلف:
بعض المتنمّرين يتنمّرون لمجرد أنهم يرون الشخص الآخر مختلفًا عنهم، وهم سيشيرون إلى هذا الاختلاف علنًا بطريقة ساخرة بهدف التنمّر.
علاج ظاهرة التنمر:
إن ظاهرة التنمر لها أثر سلبي كبير على تكوين شخصية الطفل، لذلك لا يمكن أن التغافل عن معالجتها ولكى تتم هذه المعالجة بصورة سليمة يجب معرفة أن
هناك ثلاثة قيم عامة مهمة يجب العمل بها لعلاج ووقاية الأطفال من التنمر، أولها العلاج الأسري والمجتمعي،
أما القيمة الثانية: فهي تعديل المفاهيم الخاطئة والمشوهة لدى الأطفال،
وأخيراً تتلخص القيمة الثالثة بتنمية التعاطف لدى الأطفال مع الغير سواء كان هو الجاني "المتنمر" أو المجني عليه "المتنمر عليه".
دكتور طارق ذكي
ليست هناك تعليقات :